
Photo by Eliabe Costa on Unsplash
لا لن تفشل، لن تستسلم، ستعيد الكرة من جديد.. تأملت صورة ابنتها ذات الأربع السنوات، ابتسمت بحرقة ثم قالت « محاولة أخيرة من أجلك يا نجمتي ».
المحاولة الخامسة والأخيرة : أخذت ورقة بيضاء ناصعة وقلما أسودا، قامت بإزاحة مكتبها إلى أن التصق بالحائط الذي تتوسطه النافذة، مدت يدها لفتح هذه الأخيرة ثم تذكرت تأنيب زوجها والقلق الذي ستتسبب به له إن لم تعمل بنصائحه. على رؤوس أصابع أقدامها خرجت من الغرفة، جالت بسمعها وبصرها أولا، وما إن تأكدت من غيابه، سارعت إلى فتح النافذة على مصراعيها بترقب وحذر وكأنها طفلة صغيرة تقوم بسرقة الشكولاتة والحلوى من مخبأ أمها السري. اعتدلت على كرسيها ثم أطلقت العنان لمقلتيها متأملة السماء التي امتزجت بها عدة ألوان تشير إلى وقت المغيب. حدرت عيناها نحو ورقتها الخاوية ثم هزت رأسها مجددا نحو السماء، ثم نحو الورقة ثم نحو السماء، إلى أن اتسعت ابتسامتها.
صباح اليوم التالي، قام زوجها بسؤالها عن الإهداء فأجابته أنها قد أتمته ليلة البارحة، ذهب مهرولا لاكتشاف تحفة زوجته، تناول الورقة البيضاء الموضوعة وسط كتاب ما، نظر إليها بإمعان، ابتسم إلى أن تضيقت عيناه و انكمشت جنباتها ثم أرجعها إلى مكانها بحذر.
هل تعلمون ماذا كان الإهداء ؟! .. لا شيء ! تركت الورقة بيضاء فارغة لا تحمل أية أحرف غير العنوان التالي : " إهداء ".
بقلم الكاتبة راني هادي